9/03/2013

دراما عمارة كوخ الصياد في البحرين

http://albenaamag.com/2012/06/24/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%83%D9%88%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86/


ثقافة المصادفة واشكالية الهوية

إعداد :الدكتور علي عبد الرءوف
استاذ العمارة ونظريات العمران
جامعة قطر
البحرين دولة صغيرة مساحة وسكاناً، ولكنها تتميز بأنها جزيرة سابحة في مياه الخليج مفعمة بالحياة والأحداث. هذا الواقع الجغرافي، بعمقه التاريخي، افرز علاقات متعددة بين الانسان والمكان منها الاقتصادي والثقافي والعمراني المعماري والبيئي. لقد استشعر أهل البحرين الأوائل أهمية الخليج لجزيرتهم فهو مكان الرزق ومنبع الحياة، بل أنه أصبح مصدر الرخاء عندما أنتقل أهل البحرين من صيد الأسماك إلى الغوص بحثا عن اللؤلؤ، ثم الاتجار فيه مع تجار الهند واوروبا. في تلك الحقبة كانت أكواخ الصيادين المنتشرة على طول الساحل وخاصة ساحلي مدينتي المنامة والمحرق تمثل ملمحاً هاماً من الصورة البصرية للمكان مثلها مثل القوارب الخشبية والفرضة أو الميناء القديم، بينما تتوارى إلى عمق المستقرة التقليدية الأحياء أو الفرجان السكنية كما كانت تسمى. كانت تلك الأكواخ البسيطة ذات قيمة كبرى فهي نقاط للانطلاق ومحطات الاستقبال من وإلى غموض الخليج وأعماقه وأخطاره. كانت تلك الأكواخ منشآت خشبية شديدة البساطة استخدم في بنائها أو بالأحرى تركيبها جذوع النخيل والسعف وبواقي الأخشاب التي استخدم الممتاز منها في صناعة قوارب رحلات الصيد والغطس (راجع أعمال الأديب البحريني خالد البسام: خليج الحكايات، تلك الأيام، يا زمان الخليج).
عندما أُكتشف البترول في البحرين عام 1931م وبدأت عملية التنقيب المكثف ثم أبحرت السفن بالبترول في بداية الاربعينيات من القرن الماضي لتعلن دخول البحرين حقبة جديدة في
Architects
بقايا اكواخ الصسادين التي اختير بعضها لتمثيل البحرين في بينالي فينيسي للعمارة 2010.تصوير: كميل زكريا.
تاريخها المعاصر، بالقطع فقد أصبحت البحرين دولة نفطية، وتحولت قرية الصيادين والطواشين (تجار اللؤلؤ) والنواخذة (الغواصين) والقلافين (صناع المراكب) الى مدينة مصدرة للنفط ينتظر سفنها عالم غربي شره للذهب الاسود. من أهم التحولات الحضارية والثقافية، في تلك الحقبة، تلك التي شهدتها العلاقة شبه المقدسة بين الانسان والمكان (أهل البحرين والخليج) حيث تحولت إلى علاقة هامشية فلم يعد الصيد عملاً في مكان ينتج ويبيع النفط وتتدفق عليه أرباح طائلة، ولم تصبح مخاطرة الغوص من أجل البحث عن واستخراج اللؤلؤ عملاً مجدياً وخاصة مع ظهور اللؤلؤ المزروع صناعياً في اليابان (راجع الاعمال الروائية للأديب عبد الرحمن المنيف: مدن الملح). ولذا كان طبيعياً أن تتحول كل أكواخ الصيادين وملحقاتها وأرصفتها العائمة فوق مياه الخليج إلى كيانات مبعثرة مهملة تداعى معظمها ثم اختفى تماما بسبب شدة الاهمال وفقد الاحتياج الوظيفي.

No comments:

Post a Comment