8/08/2015

الوطنية والقومية ومعماري الجامعة العربية : سرد نقدي لمسيرة المعماري محمود رياض الابداعية Ali A. Alraouf

علي عبد الرءوف - مقال محمود رياض

بقيام الثورة المصرية (1919) بقيادة الزعيم سعد زغلول، تولدت فكرة القومية المصرية، ومشروع النهضة المستقلة والرغبة الوطنية في التحرر من الاستعمار الأجنبي والمحاولات الجادة في بناء قاعدة اقتصادية وطنية والتي تزعمها الاقتصادي طلعت حرب. ثم تلي ذلك ظهور فكرة القومية في إطارها الإسلامي والعربي. ووسط ظروف السيطرة الأجنبية على كافة مجالات الحياة، وفي نفس الوقت نمو الإرادة الوطنية والرغبة في الاستقلال، بدأت مصر تهتم بإيفاد مبعوثين للخارج في مختلف أنواع العلوم والفنون، ومنهم مجموعة من المعماريين للدراسة في أكبر مدارس العمارة في ذلك الوقت كمدرسة ليفربول في إنجلترا ومدرسة البوزار في فرنسا. وبعد إتمام دراستهم عادوا للوطن، وبدأوا في ممارسة نشاطهم وفي التأثير على العمارة والعمران في مصر.

يتعامل هذا المقال، في اطار نقدي تحليلي، مع المساهمة الابداعية لواحد من اهم المعماريين الوطنيين، وهو محمود رياض. والواقع ان قيمة رياض لا تنبع فقط من انتمائه لجيل الرواد، ولكنه قدم مشروعا ابداعيا وطنيا تجاوز فيه الانغماس الكامل في الفكر الاوربي الذي نهل منه العلم. كما انه لم يرتد ارتدادا شاملا في حقبات التاريخ المصري الفرعوني او القبطي او الاسلامي. ولكن التميز الحقيقي لرياض هو قدرته على صياغة مشروعه الابداعي الخاص الذي نستعرض مقوماته ونتائجه في هذا المقال. يختبر المقال فرضية ان قيمة محمود رياض تبلورت في قدرته على صياغة لغة معمارية وعمرانية جديدة خاطبت السياق المصري، واستجابت لتطلعاته الوطنية والقومية والعربية والاسلامية. ويستخدم المقال مجموعة من مشروعات رياض اهمها مبنى الاتحاد الاشتراكي ومبنى جامعة الدول العربية وفندق هيلتون النيل لتحليل مرحليات انتاج لغة رياض المعمارية وشاعرية التعبير بها في مشروعات المباني العامة المؤثرة على صياغة عمران مدينة القاهرة.